بعد توفيق الله، أهم عامل لنجاحك في تعلم الإنجليزية أو أي لغة هو وجود دافع قوي والمحافظة عليه من الصدمات. لكن هناك خطأ شائع جدًا يدمر هذا الدافع عند أغلب المتعلمين: سوء تقدير المدة الكافية لتعلم اللغة.
تحاورت مع مئات وربما آلاف المتعلمين بشكل مباشر على مدى السنوات الماضية. الغالبية العظمى منهم يظنون أن تعلم اللغة يأخذ وقتًا أقل بكثير من الواقع. وهذا ليس مجرد ملاحظة شخصية، بل يتماشى تمامًا مع ظاهرة نفسية موثقة تُسمى "مغالطة التخطيط" (Planning Fallacy). الإنسان بطبيعته يبالغ في التفاؤل عند تقدير المدة اللازمة لإنجاز أي شيء، سواء كان مشروع عمل أو تعلم مهارة جديدة.
قبل أن تكمل القراءة: احسب وقتك المتوقع
صممت لك آلة حاسبة مجانية بناءً على أبحاث جامعة كامبردج لتساعدك على تقدير المدة الواقعية لتعلم الإنجليزية.
👇 استخدمها الآن قبل أن تكمل القراءة
[⏱️ احسب وقتك المتوقع ](رابط الآلة الحاسبة)
تستغرق دقيقة واحدة فقط:
اختر مستواك الحالي (A1, A2, B1, إلخ)
اختر المستوى الذي تستهدفه
أدخل عدد الساعات الأسبوعية التي يمكنك تخصيصها
حدد مستوى دافعيتك
النتيجة: ستحصل على المدة المتوقعة بالأشهر والساعات الإجمالية.
احتفظ بهذا الرقم في ذهنك وأكمل القراءة - ستفهم أهميته خلال دقائق.
دورة الإحباط المتكررة
السيناريو التقليدي يحدث هكذا: تبدأ متحمسًا، تعمل بجد لشهر أو شهرين أو حتى ثلاثة. ثم تصطدم بالواقع - لم تحقق ما كنت تتوقعه. التوقعات كانت أنك بعد ثلاثة أشهر ستتحدث بطلاقة، لكن الواقع أنك لا تزال تتعثر في محادثة بسيطة.
هنا تبدأ الأفكار السلبية بالظهور. "ربما أنا لست موهوبًا في اللغات"، "ربما الإنجليزية أصعب مما توقعت"، "يبدو أنه مستحيل بالنسبة لي". ونتيجة لهذا يبدأ الدافع بالاختفاء تدريجيًا. لا تتوقف فجأة، لكن الحماس يتآكل ببطء حتى تجد نفسك قد توقفت تمامًا دون أن تدرك متى حدث ذلك بالضبط.
المشكلة ليست في قدرتك على التعلم، ولا في صعوبة اللغة. المشكلة في التوقعات غير الواقعية منذ البداية.
كم تحتاج وقتًا فعلًا؟
قبل أن تبدأ رحلة التعلم، يجب أن تعرف بشكل واقعي كم تحتاج من الوقت للوصول للمستوى الذي تستهدفه. لنفترض أن مستواك حاليًا مبتدئ تمامًا، وتريد الوصول إلى مستوى يؤهلك للدراسة والعمل بالإنجليزية. كم المدة التي تتوقعها؟ شهر؟ ثلاثة أشهر؟ ستة؟ سنة؟ سنتان؟
إذا لم تستخدم الآلة الحاسبة في بداية المقال، هذا الوقت المناسب.(رابط الآلة الحاسبة) لتحصل على رقم واقعي بناءً على وضعك الخاص.
لا يمكن تحديد المدة بدقة مطلقة لأن هناك عوامل متشابكة كثيرة، لكن المهم ألا يكون تقديرك بعيدًا جدًا عن الواقع. عندما تكون توقعاتك واقعية، ستحصل على ثلاثة أشياء مهمة: خطة واضحة تسير عليها، راحة نفسية أثناء التعلم لأنك تعرف أن تقدمك طبيعي، وإحساس حقيقي بالإنجاز في كل مرحلة تصلها بدلًا من الشعور الدائم بأنك متأخر.
ما يقوله البحث العلمي
بفضل الله، تعلم الإنجليزية من المواضيع التي أُشبعت بحثًا ودراسة على آلاف بل ملايين المتعلمين. لدينا الآن بيانات كافية لتقدير الوقت اللازم للوصول لمستوى معين بشكل معقول.
مركز أبحاث Cambridge Assessment English قام بتلخيص أشهر هذه الأبحاث، ووضع تقديرات للساعات المطلوبة للانتقال من مستوى لآخر في الإطار الأوروبي المرجعي للغات (CEFR). الآلة الحاسبة التي وضعتها لك في بداية المقال تستخدم هذه البيانات بالضبط.
بناءً على هذه التقديرات، المتعلم المبتدئ يحتاج تقريبًا:
من A1 (مبتدئ) إلى A2: حوالي 180-200 ساعة من التعلم الموجّه.
من A2 إلى B1 (متوسط): 350-400 ساعة إضافية.
من B1 إلى B2 (متوسط متقدم - مستوى العمل والدراسة): 500-600 ساعة إضافية.
بمعنى آخر، للوصول من مستوى المبتدئ التام إلى B2 (مستوى يؤهلك للعمل والدراسة بالإنجليزية)، تحتاج تقريبًا 1000-1200 ساعة من التعلم الموجّه.
ماذا تعني "ساعات التعلم الموجّه"؟
الساعات المقصودة هنا هي ما يُسمى guided learning hours، أي الساعات التي تقضيها في التعلم تحت توجيه متخصص. سواء كان ذلك مع معلم في فصل، أو معهد، أو حتى تطبيق تعليمي منظم. يشمل ذلك أيضًا الواجبات المنزلية والمراجعة المنظمة.
لكن هناك نوع آخر من التعلم لم يُحسب في هذه التقديرات: التعلم الذاتي غير الموجّه. مثل مشاهدة مسلسل إنجليزي لأنك تحبه، أو البحث عن معنى كلمة أثارت فضولك، أو قراءة مقال في موضوع يهمك. هذه الساعات لها تأثير كبير جدًا على تسريع التعلم، لكنها لم تُدخل في الحسابات لأنها صعبة التقدير وتختلف كثيرًا بين شخص وآخر.
لذلك إذا دمجت بين التعلم الموجّه والاستهلاك الذاتي للغة، ستختصر الوقت بشكل ملحوظ.
ترجمة الساعات إلى أشهر
لنفترض أنك تخصص ساعة واحدة يوميًا للتعلم الموجّه (سبع ساعات أسبوعيًا). للوصول إلى B2 من مستوى المبتدئ، ستحتاج:
1000 ساعة ÷ 7 ساعات أسبوعيًا = حوالي 143 أسبوعًا، أي تقريبًا سنتان وتسعة أشهر.
إذا خصصت ساعتين يوميًا (14 ساعة أسبوعيًا)، ستحتاج حوالي سنة وأربعة أشهر. وإذا كنت تستطيع تخصيص ثلاث ساعات يوميًا، ستصل في أقل من سنة.
هذه أرقام تقريبية بالطبع، لكنها تعطيك فكرة واقعية عن الإطار الزمني المطلوب. بعيدة كل البعد عن الوعود الوهمية بإتقان الإنجليزية في ثلاثة أشهر.
الخبر السار
قد ترى طول المدة خبرًا محبطًا، لكن دعني أختم بخبر سار: تعلم اللغة في حد ذاته شيء سهل جدًا. بل من أسهل الأشياء التي ستفعلها في حياتك.
الدليل؟ الطفل بعمر ثلاث سنوات يستطيع التحدث بعدة لغات. أغلب أطفال العالم يتحدثون أكثر من لغة واحدة بشكل طبيعي. كيف يمكن لطفل في بداية مراحل نموه أن يفعل شيئًا يتطلب جهدًا ذهنيًا كبيرًا؟ بل حتى الأطفال الذين لديهم قصور عقلي فطري يتعلمون اللغة بشكل طبيعي.
السر بسيط: اللغة في جوهرها عبارة عن أشياء سهلة جدًا وهي الكلمات والتراكيب، لكن مشكلتها أنها كثيرة جدًا. تصبح "صعبة" فقط عندما تطالب نفسك بتعلم هذه الأشياء الكثيرة والسهلة في وقت غير واقعي.
لا تستعجل على نفسك
دع التعلم يأخذ وقته الطبيعي. راقب تقدمك وتحسن مستواك بدلًا من التركيز فقط على الوصول للهدف النهائي بأسرع وقت ممكن. عندما تعرف أن الرحلة ستأخذ سنتين مثلًا، تستطيع أن تخطط بشكل أفضل وتستمتع بالعملية بدلًا من العيش في حالة قلق مستمر من أنك "متأخر".
المسافة بين التوقعات والواقع هي التي تقتل الدافعية. قرّب هذه المسافة بوضع توقعات واقعية منذ البداية، وستجد أن رحلة التعلم أصبحت أكثر متعة واستدامة.
مراجع مهمة:
How long does it take to learn a language
https://www.cambridge.org/elt/blog/wp-content/uploads/2018/10/How-long-does-it-take-to-learn-a-foreign-language.pdf